——————————————————————————————————————
الكتب » صحيح البخاري » كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ » سُورَةُ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ
رقم الحديث: 4622
(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وحَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، قال : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، قُلْتُ : يَا أَبَا المُنْذِرِ إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : كَذَا وَكَذَا ، فقال أبي : سألت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي : ” قِيلَ لِي ” ، فَقَلْتُ : قَالَ : فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ ” .
[ تخريج ] [ شواهد ] [ أطراف ] [ الأسانيد ]
——————————————————————————————————————-
- الذين صرحوا بلفظة يحكهما -اي المعوذتين- من كتاب الله: الشافعي و أحمد بن حنبل وابن الحميدي ، وسعدان ,وأما البخاري فقد أخذ الرواية المبهمة التي أبهمها ابن عُيينة استعظاماً لكلام ابن مسعود ، لأجل ذلك في حديث علي بن المديني الذي ذكر فيه المعوذتين عن ابن قتيبة : اختصر الحديث وأتى بقول أُبي فقط ، ولم يأت بكلام ابن مسعود رضي الله عن الجميع.
- علي بن المديني عندما روى الحديث عن سفيان ابن عُيينة قال: قلت – بإسناده إلى زِرٍ بن حُبيش- قال : “سألتُ أُبي بن كعب ، قلت : أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا – “لم يأت البخاري يحكهما من المصحف وإنما قال كذا وكذا هكذا على الإبهام
- لماذا اختارالبخاري هذه الرواية ؟ لماذا لم يأت برواية عن الحميدي وهو من مشايخه ؟ لماذا لم يأت برواية عن أحمد وهو من مشايخه أيضاً ، وأحمد والحُميدي الاثنين صرحا بأنه كان يحك المعوذتين من المصحف ؟.
- أولاً:لأن البخاري استعظم هذا ، وابن عيينة هو الذي مرة يصرح ومرة يذكرها على الإبهام .فتلقى أحمد بن حنبل والحميدي والشافعي الرواية عن ابن عيينة بالتصريح بحك المعوذتين من المصحف ، وعلي بن المديني تلقاها عن ابن عيينة على الإبهام : إن أخاك يقول كذا وكذا ، ولم يرض أن يقول ماذا يقول ، اختار البخاري رواية علي بن المديني التي لم يصرح فيها أنه يحك المعوذتين ، لماذا فعل البخاري ذلك؟ استعظاما لهذا الكلام هذا أول شيء، وسنرى مثل هذا النظر ، لا يمكن أن يصلوا له مثل هؤلاء أبداً ولا يعرفوا تصرف البخاري .
- ثانياً: لماذا لم يأت المعترض بكلام أُبي؟ وأتى بكلام ابن مسعود فقط ، حتى يتسنى له أن يطعن في البخاري وهو يظن أن الناس لا يقرؤون .
- البخاري يريد أن يحتج بكلام أُبي، وليس بكلام ابن مسعود “
- قال الحافظ بن حجر في الفتح « وقد تأول القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب الانتصار وتبعه عياض وغيره ما حكى عن بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود فقال لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا لكونهما قرآنا وهو تأويل حسن إلا أن الرواية الصحيحة الصريحة التي ذكرتها تدفع ذلك حيث جاء فيها ويقول أنهما ليستا من كتاب الله نعم يمكن حمل لفظ كتاب الله على المصحف فيتمشى التأويل المذكور» (فتح الباري8/472).
- الحديث الذي قبله : حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، وَعَبْدَةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ ، عَنْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ” قِيلَ لِي ” ، فَقُلْتُ : فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
- وفي مسند احمد حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ لَا يَكْتُبُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ فِي مُصْحَفِهِ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ ، قَالَ لَهُ : ” قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ سورة الفلق آية 1 ، فَقُلْتُهَا ، فَقَالَ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ سورة الناس آية 1 ، فَقُلْتُهَا ، فَنَحْنُ نَقُولُ : مَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.